الأراضي الفلسطينية: إدانة اعتقال مدافعين عن حقوق الإنسان من القوات الإسرائيلية والأمن الفلسطيني

5149E7D9-AA2D-4039-A823-48199505EE41.jpg

الناشط مهند كراجة،المحامي فريد الأطرش والصحفي علاء الريماوي

يدين مجلس جنيف للحقوق والحريات موجة الاعتقالات التي طالت مدافعَين عن حقوق الإنسان من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، والأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية. 

ووفق متابعة المجلس، فبعد منتصف ليل الأحد الموافق 4 يوليو 2021، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على حاجز الكونتينر المطل على طريق وادي النار الذي يربط بين بيت لحم ورام الله، المدافع عن حقوق الإنسان، المحامي فريد الأطرش، مدير مكتب الهيئة في جنوب الضفة الغربية، أثناء عودته إلى منزله في بيت لحم، بعد مشاركته في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت برام الله ضد مقتل المعارض السياسي نزار بنات على يد عناصر أمنية فلسطينية الشهر الماضي. وخلال اعتقاله تدهورت حالتة الصحية ونقل إلى مستشفى هداسا في القدس لتلقي العلاج، قبل نقله لجهة مجهولة. وقد سبق للقوات الإسرائيلية أن اعتقلت المحامي فريد الأطرش عدة مرات بسبب نشاطه السلمي ودوره في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي صباح اليوم الأحد، اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، المدافع عن حقوق الإنسان، المحامي مهند كراجة، 38 عامًا، مدير مجموعة محامون من أجل العدالة، قرب محكمة رام الله حيث كانت تقام وقفة احتجاجية للتنديد بالاعتقال السياسي. كما جرى اعتقال الناشطين جهاد عبدو وعز الدين زعول يعد مشاركتهما في الوقفة الاحتجاجية.

وحسب محامون من أجل العدالة، فإن كراجة كان في طريقه لمتابعة ملف اعتقال الناشط غسان السعدي، واستدعاء الصحفي علاء الريماوي من النيابة العامة في رام الله، اللذان يتعرضان للملاحقة على خلفية التظاهرات السلمية المنددة بقتل المعارض السياسي نزار بنات.

وذكرت مجموعة محامون من أجل العدالة، أن فريقها الذي ينشط في الدفاع عن المعتقلين السياسيين وعلى خلفية حرية الرأي والنشر في الضفة الغربية، تلقى عدة تهديدات متوالية بالاعتقال منذ ما يزيد عن سنة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واعتبرت أن ما حصل مع المحامي كراجة ترجمة فعلية لهذه التهديدات.

وفي وقتٍ لاحقٍ، أفرجت الأجهزة الأمنية عن المدافع عن حقوق الإنسان كراجة، بعدما ألزمته بالتوقيع على تعهد بالحضور صباح الغد للمثول أمام النيابة العام في رام الله لغايات الاستجواب، وأبقت على الناشطين جهاد عبدو وعز الدين زعول رهن الاعتقال.

كما اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الصحفي علاء الريماوي، بعد استدعائه اليوم للتحقيق من النيابة في رام الله، التي قررت توقيفه وتحويله للنيابة في الخليل، حيث أعلن الإضراب المفتوح عن الطعام والشراب. ووفق متابعة المجلس؛ فإن الريماوي تعرض للتهديد والتحريض خلال الأيام الماضية على خلفية مواقفه المعلنة من مقتل المعارض نزار بنات.

وإذ يدين مجلس جنيف بشدة اعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان الأطرش وكراجة، والصحفي الريماوي فإنه ينظر بخطورة إلى الانتهاكات المشتركة التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي شهدت تصعيدا لافتاً في الأسابيع الأخيرة.

ويرى المجلس أن هذه الاعتقالات تهدف لإخراس صوت المدافعين عن حقوق الإنسان، والتأثير على تدخلاتهم لحماية حالة حقوق الإنسان التي تشهد تدهورًا خطيرًا بفعل الانتهاكات سواء من جانب قوات الجيش الإسرائيلي أو الأجهزة الأمنية الفلسطينية لا سيما منذ مقتل المعارض نزار بنات، حيث جرى قمع العديد من التظاهرات والاعتداء على الصحفيين والصحفيات والناشطين واعتقال بعضهم تعسفيا دون أي سند قانوني.

ويحث المجلس إجراءات الأمم المتحدة، لا سيما المقررين الخاصين في الأمم المتحدة؛ خاصة المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الانسان، والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان، على التدخل للإفراج الفوري عن المحامي فريد الأطرش من القوات الإسرائيلية، وإلزام الحكومة الفلسطينية بوقف حملتها على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

scroll to top