جنيف- قال مجلس جنيف للحقوق والحريات إن التمثيل بالجثث أثناء الصراعات يمثل جريمة حرب وانتهاكا جسيما، وأن الفيديو الذي ظهر من مصر ويظهر فيه أفراد من الجيش المصري يقطعون أعضاء أحد القتلى ثم يحرقون جثته عملا بشعا للغاية.
وأعرب مجلس جنيف عن بالغ صدمته إزاء ما ظهر في الفيديو المتداول من قيام أفراد من الجيش المصري يقطون أصابع أحد الأشخاص بعد قتله ثم يلقون الجثة في حفرة ويشعلون النار فيها، وتوثيق ذلك بغرض التفاخر.
وأكد المجلس الحقوقي أن الحادثة تمثل جريمة مكتملة الأركان ودليلا دامغا على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وترتقي إلى جريمة حرب بموجب قانون الجرائم ضد القانون الدولي.
وشدد على أن سوء معاملة قتلى الصراعات والحرب مجرم في القانون الإنساني الدولي، سواء كان القتلى مدنيين أو عسكريين، وأن للميت حقوقا دولية بعدم إهانته بمختلف الطرق، ومن بين هذه الحقوق دفنه ضمن الأعراف السائدة وعدم التمثيل بجثته أو الاستهزاء بموته.
كما أن اتفاقية جنيف لعام 1949 نصت على وجوب حماية حقوق قتلى النزاعات من منطلق أن للميت “حرمة” يجب أن تراعى خارج إطار الصراعات والنزعات الانتقامية بين الأطراف المتحاربة، وبموجب تلك المواد حرم معاملة القتلى بطريقة “غير لائقة”، بما فيها التقاط الصور معهم وتقطيع أجسادهم وحرقها وضرورة دفن الميت ضمن الأعراف.
وتؤكد المادة (130) من اتفاقية جنيف أنه على السلطات الفاعلة أن تتحقق من أن المعتقلين الذين يتوفون أثناء الاعتقال يدفنون باحترام، وإذا أمكن طبقًا لشعائر دينهم، وأن مقابرهم تحترم وتصان بشكل مناسب، وتميز بطريقة تمكن من الاستدلال عليها دائما، ولا يجوز التمثيل بالجثث وأشلائها، كما يمنع حرقها إلا لأسباب صحية حتمية أو إذا جاء ذلك تنفيذًا لرغبة الميت الصريحة.
ونبه مجلس جنيف للحقوق والحريات إلى أن الفيديو الذي يصعب تحديد موعد تصويره قد يعبر عن سياسة ممنهجة لانتهاكات جسيمة يجرى ارتكابها في مناطق الصراعات المستمرة منذ سنوات في شبه جزيرة سيناء ومناطق أخرى من مصر.
وعليه طالب بفتح تحقيق محايد ومستقل في حادثة الفيديو المذكورة وغيرها من الادعاءات بارتكاب انتهاكات خطيرة في سيناء وغيرها من المناطق في مصر بما في ذلك أعمال التعذيب وتوالي عمليات الإعدام والقتل خارج نطاق القضاء.
وشدد على وجوب الضغط الدولي على الحكومة المصرية من أجل بدء الإجراءات القانونية ضد من يعتقد أنهم مسئولون عن مثل هذه الجرائم الخطيرة بغض النظر عن مكانتهم والإدانة العلنية لسحل الجثث والتمثيل بها باعتبار ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.