العراق: تصاعد الجرائم المروعة بحق الصحافيين في ظل تواطؤ رسمي مشين

580-750x430.jpg

جنيف- يدين مجلس جنيف للحقوق والحريات بشدة تصاعد جرائم الاغتيالات بحق الصحافيين في العراق في ظل تواطؤ رسمي مشين إزاء ملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

شكلت جريمة قتل المشرف العام لقناة “الرشيد” الفضائية نزار ذنون، في العاصمة بغداد يوم الثلاثاء الماضي أحدث حلقة من مسلسل طويل لاستهداف وتصفية الصحافيين العراقيين. وصرح مصدر في الشرطة العراقية أن مسلحين مجهولين اغتالوا ذنون، قرب منزله، غربي بغداد بعد أن أطلقوا عليه النار بشكل مباشر من أسلحة نارية.

وعلى مدى الأسابيع الماضية تعرض إعلاميون وناشطون وداعمون للاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب، لعمليات اغتيال واعتقالات واختطاف من قبل ملثمين مجهولين يعتقد انتماءهم لجهات تناهض الاحتجاجات. وفي العاشر من كانون الثاني/يناير الماضي، اغتيل الصحافي أحمد عبد الصمد (37 عاماً) وزميله المصور صفاء غالي (26 عاماً) بإطلاق نار من مسلحين في البصرة.

كما قتل المصور الصحفي أحمد المهنا منتصف كانون أول/ديسمبر جراء تعرضه للطعن بآلة حادة من قبل مجهولين في ساحة للاحتجاج وسط العاصمة بغداد.وسبق ذلك مقتل المصور المستقل هشام فارس الأعظمي أول القتلى عندما سقط جراء إصابته برصاص إحدى الميليشيات غير النظامية في 4 أكتوبر/تشرين الأول بينما كان يغطّي مظاهرة بساحة عبد القادر الكيلاني في بغداد.

كما اغتال مسلحون مجهولون الكاتب والصحافي المواطن أمجد الدهامات في 7 تشرين الثاني/نوفمبر بالقرب من منزله في محافظة ميسان جنوبي العراق. في جميع الحالات السابقة لم تعلن السلطات العراقية عن اعتقال أي من المتورطين بجرائم القتل المذكورة أو إجراءات فاعلة لتقديمهم إلى العدالة.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق رئيس البلاد برهم صالح ومنظمة العفو الدولية. يرى مجلس جنيف للحقوق والحريات أن مثل هذه الحوادث المشينة تعبر عن نهج متعمد لإرهاب الصحافيين العراقيين من أجل وقف تغطيتهم وعملهم المهني في متابعة تطورات الاحتجاجات الشعبية.

ويؤكد أن الصحافيين العراقيين باتوا عرضة للخطر والتهديدات أكثر من أي وقت مضى ومن غير المقبول أن يدفع المراسلون الميدانيون أرواحهم ثمناً لحمل كاميرا أو أداة تصوير.

ويحذر مجلس جنيف للحقوق والحريات من مخاطر انفلات الوضع الأمني في مناطق التظاهرات في العراق خصوصا في بغداد، ويجدد مطالبته السلطات العراقية بفتح تحقيقات فورية في الانتهاكات الحاصلة ضد الصحافيين ومحاسبة من يقف خلفها واتخاذ إجراءات فورية لحماية الصحافيين وأداء رسالتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

scroll to top