جنيف- أطلق مجلس جنيف للحقوق والحريات نداءً إلى أطراف المجتمع الدولي بضرورة وقف الحرب في اليمن التي تدخل عامها السادس بما تخلفه من دمار وجرائم بحق المدنيين ومعدلات كارثية لانتشار المجاعة والأوبئة.
وأكد مجلس جنيف في بيان له، على مسئولية المجتمع الدولي في التحرك الجدي والفاعل لوضع حد لحرب اليمن والضغط على كافة الأطراف المتورطة بها احترام حياة المدنيين وحقوقهم.
واعتبر المجلس الحقوقي الدولي أن تكرار الإعلان عن اتفاقات بين أطراف الصراع في اليمن أو الحديث عن مفاوضات غير مباشرة أصبح يستخدم كما يبدو كملهاة لإطالة أمد الأزمة وإبقاء البلاد رهن الحرب والتدخلات الخارجية.
ويعاني اليمن صراعا مستمرا منذ خمس سنوات تقريبا إثر إطاحة الحوثيين بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في أواخر عام 2014. وأدى الانقلاب لتدخل عسكري من تحالف بقيادة السعودية ويضم الإمارات في 2015 في محاولة لإعادة حكومة هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة.
ومنذ ذلك الوقت قتل عشرات آلاف المدنيين وأصيب مئات آلاف أخرين في وقت تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم.
وبحسب الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للصليب الأحمر، فهناك 3.2 ملايين طفل وامرأة في اليمن مصابون بسوء التغذية الحاد، كما يعاني 50% من الأطفال من التقزم الدائم.
وتظهر الأرقام وجود أكثر من 24 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات غذائية، فيما 14 مليون يمني لا يستطيعون الحصول على خدمات صحية مباشرة، كما أن هناك 50 % من المرافق الصحية معطلة والبقية لا تؤدي خدماتها بشكل كامل، بسبب نقص الأدوية، فضلا عن أن أكثر من 15 مليون يمني لا يحصلون على مياه نظيفة، الأمر الذي تسبب في انتشار الكثير من الأوبئة.
وأثرت الحرب على حياة الأطفال بصورة مباشرة، حيث دمرت أكثر من ألفي مدرسة، وتسببت في حرمان مليوني طفل من التعليم، بحسب تقديرات منظمة الصليب الأحمر، ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج ما يقرب من 7.4 ملايين طفل في اليمن إلى مساعدات إنسانية.
وكشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أربعمئة ألف يمني، منذ مطلع 2019 بسبب الحرب، وأوضحت في تقرير حديث لها أن الصراع المستمر منذ خمسة أعوام أدى إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، حيث خلّفت الحرب حالة نزوح داخلية كبيرة، بعضها في مخيمات تفتقر لأبسط المقومات الضرورية.
وخلال العام 2019 أصبح الوضع أسوأ مع سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على مدينة عدن في العاشر من أغسطس/آب 2019، حيث ازدادت حالات التهجير القسري على أساس الهوية، التي طالت أكثر من ألفي مواطن من أبناء الجنوب.
وتواجه الاستجابة الإنسانية في اليمن الكثير من الصعوبات، في ظل أن مؤشرات الحاجة للغذاء والإغاثة مرشحة للزيادة خلال العام الجديد 2020، خصوصا إذا استمرت أطراف الصراع اليمنية في استخدام سياسة التجويع كأداة من أدوات الحرب.
وتؤكد أرقام وزارة الصحة في صنعاء ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك خلال عام 2019، إلى أكثر من 650 حالة، حيث تسبب الوباء بوفاة أكثر من 270 شخصا.
ووفقا لبيانات الوزارة وصلت حالات الإصابة بمرض الدفتيريا خلال العام نفسه إلى أكثر من أربعة آلاف إصابة، كما تسبب في وفاة 253 شخصا، وهناك إصابات أيضا بداء الكلب تجاوزت أكثر من ألف حالة توفي منها 54.
وبلغت حالات الإصابة بالملاريا خلال 2019 أكثر من مليون وعشرين ألف حالة إصابة واشتباه، وقد تأكدت وزارة الصحة بصنعاء عن طريق الفحوصات المخبرية من 150 ألف حالة مصابة، وقد توفي بسببها 17 شخصا.
والأزمات الإنسانية مهددة بالتفاقم أكثر خلال العام الجديد، بسبب استمرار تدمير البنية التحتية الصحية والمستشفيات والمستوصفات، والحصار الذي يمنع وصول الأدوية اللازمة للعلاج، الأمر الذي يجعل اليمنيين تحت رحمة الأطراف المتحاربة.