جنيف- أدان مجلس جنيف للحقوق والحريات الاعتداء الوحشي الذي استهدف سيارة إسعاف في طرابلس بليبيا، مما أسفر عن إصابة ثلاثة عاملين في مجال الص بجروح، أحدهم في حالة خطيرة. ويتابع المجلس بقلق كبير تأزم الوضع الانساني والأمني في ليبيا اين قتل ٤٤٣ شخصا وجرح ٢١١٠ منذ بداية هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس مطلع الشهر الماضي الى جانب نزوح ما لا يقل عن ٦٠ الف شخص اجبروا على مغادرة منازلهم نتيجة الاشتباكات.
تعرضت سيارة اسعاف تقل مدير خدمات الاسعاف والطوارئ واثنين من مساعديه في منطقة الطويشة في حي قصر بن غشير الى هجوم ارهابي شنيع نفذه مقاتلون تابعون لما يعرف بالجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، وقد ادى الهجوم الى اصابة المدير بجروح خطيرة واصابة مرافقيه بجروح متفاوتة، ويطالب مجلس جنيف للحقوق والحريات بفتح تحقيق دولي في هذا الاعتداء الخطير واحالته على المحكمة الجنائية الدولية ومعاقبة مرتكبيه حيث يعد الهجوم المتعمد ظد الطاقم الطبي على متن سيارة إسعاف التي تظهر شعاراتها بشكل واضح يعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الانساني، وخرقا جسيما لاتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية التي تمنح الحماية لأفراد الخدمات الطبية، وللوحدات الطبية ووسائط النقل الطبي المرخص لها والتي تحمل شارات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والكريستالة الحمراء.
ومنذ بدأ الهجوم على العاصمة طرابلس في اوائل الشهر المنصرم تعرضت ١١ سيارة اسعاف للهجوم والضرر وقُتل على اثر هذه الهجمات ثلاثة عاملين في مجال الصحة بطرابلس، فيما خاطر اخرون بأنفسهم بوقوفهم على الخطوط الأمامية للقتال من الوصول إلى الجرحى واسعافهم وانقاد ارواح البعض منهم. وحذر مجلس جنيف للحقوق والحريات من تفاقم الازمة الانسانية في ليبيا في ظل استمرار المعارك والغارات الجوية والبرية التي شنتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على عدة مواقع بضواحي طرابلس، مما اسفر عن مقتل ٤٤٣ شخصا منذ بداية المعارك وجرح ٢١١٠ اخرون ويجهل الى حد الساعة العدد الحقيقي للضحايا المدنيين فيما ذكرت تقارير حدوث هجوم على مركز احتجاز للهجرة في منطقة تاجورا شرق العاصمة اسفر عن اصابة مهاجرين بجروح، كما اجبر ما قرابة ٦٠ الف شخص على اخلاء منازلهم والنزوح الى مناطق اكثر أمنا.
وإزاء ما يتعرض له المدنيون في ليبيا من خطر كبير على حياتهم، يدعو مجلس جنيف للحقوق والحريات المجتمع الدولي للضغط على طرفي النزاع من اجل وقف اطلاق النار وتكثيف الجهود من اجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة يقضي على شبح الحرب الاهلية وينهي مأساة انسانية حقيقية يعيشها الاف الضحايا والنازحين.