جنيف- أعرب مجلس جنيف للحقوق والعدالة اليوم عن بالغ قلقه إزاء تداعيات التصعيد الميداني المستمر في اليمن، داعيا الاطراف المتصارعة إلى ضرورة الالتزام بجهود الأمم المتحدة لإحلال السلام ووقف الحرب التي مزقت البلاد وجلبت الويلات لسكانه.
جاء ذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لثورة 11 فبراير اليمنية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفق تسوية سياسية رعتها مبادرة دول الخليج العربي، قضت بتنازل صالح عن سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي.
وقال مجلس جنيف إنه مذ ذلك اليوم، تغيرت معالم اليمن الذي يعد البلد الأفقر في الجزيرة العربية، وانحدرت الأوضاع فيه على جميع الأصعدة للأسوأ، وانحصر هم اليمنيين من المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، إلى الوقوف في طوابير طويلة أملا بالحصول على وجبة طعام.
ووفق آخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن 7.4 ملايين يمني بحاجة إلى علاج، من بينهم 3.2 ملايين يحتاجون إلى علاج لسوء التغذية الحاد، وإن اليمنيين عرضة للمجاعة بشكل أكبر في ظل غياب أفق لتحقيق السلام في البلاد.
وحدث ذلك الانهيار نتيجة الصراع على الحكم الذي تسبب باندلاع حرب أهلية، بينما فاقم تدخّل التحالف السعودي الإماراتي في مارس/آذار 2015 من تدهور الأوضاع، إذ ساهم في تعقّد النزاع وتعميق التصدّع الداخلي.
ومذاك، قُتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص وفق منظّمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقّة إن عدد القتلى الحقيقي يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وقال معهد جنيف إنه على الرغم من أن حكومة اليمن وجماعة الحوثيين يواصلون الإعراب عن التزامهم باتفاق ستوكهولم (الموقع في 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي) إلا أن التقدم في تنفيذ مختلف جوانب الاتفاق، بما في ذلك الوقف الهش لإطلاق النار يواجه تحديات.
وشدد على مسئولية كلا الطرفين في اتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب على العقبات والعمل بصورة بناءة مع الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم للنهوض بمصالح الشعب اليمني وإنهاء معاناته الإنسانية.
وتابع معهد جنيف بقلق استمرار تهديدات التحالف السعودي الإماراتي في التصعيد في مدينة الحديدة الساحلية لدفع حركة “أنصار الله” المعروفة إعلاميا باسم جماعة الحوثي للانسحاب من المدينة ما يهدد جهود إحلال السلام في اليمن لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أعوام والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الأشخاص ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة.
ولم يسحب الطرفان المتحاربان قواتهما من الميناء الرئيسي في اليمن بمقتضى هدنة مستمرة منذ نحو شهرين مما أثار المخاوف من اندلاع هجوم شامل على الحديدة قد يؤدي إلى حدوث مجاعة.
ويسيطر الحوثيون على الحديدة في حين تحتشد على أطرافها فصائل يمنية أخرى مدعومة من التحالف بقيادة السعودية والذي يقول إنه يحاول إعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة.
وحاولت قوات تابعة للتحالف تقودها الإمارات مرتين الاستيلاء على ميناء الحديدة منذ العام الماضي لإضعاف الحوثيين، لكنها أحجمت عن شن هجوم شامل وسط قلق عالمي بشأن أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم.
وقال معهد جنيف إن استمرار عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار دفع إلى تمديد اتفاقات ستوكهولم حول الحديدة وتبادل الأسرى. وكان من المقرر أن تطبق بنود هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق لتبادل الأسرى، خلال الأسابيع الأولى من الشهر الماضي، وهو ما لم يحدث حتى الآن وسط تبادل اتهامات بخرق الاتفاقات.
وشدد معهد جنيف على أن تصاعد حوادث الانتهاكات يزيد الخطر الذي يتعرض له اتفاق ستوكهولم ما يتطلب من كافة الأطراف بما في ذلك التحالف العربي بالالتزام بوضع حد للحرب الدائرة في اليمن وما نجم عنها من انهيار اقتصادي في ظل مواجهة 15.9 مليون يمني لخطر المجاعة.
كما دعا إلى وضع الأهداف العسكرية للأطراف المتصارعة جانبا وتيسير العملية الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة والالتزام بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن.
وختم معهد جنيف للعدالة والحقوق بالتحذير مجددا من أن تصاعد الاشتباكات في الحديدة وعرقلة وصول الواردات عبر مينائها من شأنه أن يدفع اليمن إلى شفا مجاعة شاملة خاصة مع إعلان الأمم المتحدة أن أكثر من 22 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك مليونا طفل يعانون من سوء التغذية.
دعوة لإحلال السلام ووقف الحرب في الذكرى السنوية لثورة 11 فبراير في اليمن
