جنيف- أعرب مجلس جنيف للحقوق والعدالة اليوم عن بالغ قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية الصعبة والخطيرة التي يعانيها اللاجئين السوريين في مخيمات النزوح في ظل موجة البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية.
وقال مجلس جنيف وهو منظمة حقوقية دولية في بيان صحفي، إن تسجيل وفاة 15 طفلاً نازحاً غالبيتهم من الرضع في مخيمات اللاجئين السوريين يستدعي تحركا دوليا لإغاثة هؤلاء وتوفير مقومات الحياة لهم.
ولقى العدد المذكور من الأطفال وبينهم 13 لم يبلغوا عمر السنة، حتفهم في مخيم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن والذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة خلال النزوح من شرق سوريا.
وذكر مجلس جنف أن درجات الحرارة المتجمدة والظروف المعيشية القاسية في مخيم الركبان تتسبب في تعريض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد، بحيث أنه خلال شهر واحد فقط لاقى ما لا يقل عن ثمانية أطفال حتفهم – معظمهم عمره دون الأربعة أشهر، وكان عمر أصغرهم ساعة واحدة فقط.
وأشار إلى أن مخيم الركبان حيث يعيش نحو 50 ألف نازح يعاني من ظروف إنسانية صعبة، خصوصاً منذ العام 2016 بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً المنطقة منطقة عسكرية فيما تحتاج المساعدات الإنسانية أحياناً أشهر طويلة للدخول إلى المخيم.
كما لفت إلى ما يعانيه النازحون في محافظة دير الزور من صعوبات كبيرة من الانتظار لأيام في البرد، دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها ما أدى إلى وفاة سبعة أطفال معظمهم لم يبلغ السنة الواحدة من العمر.
وشدد مجلس جنيف الحقوقي على أن مثل هذا الواقع لا يمكن قبوله دوليا في القرن الحادي والعشرين ويتطلب تحركا على أعلى المستويات الدولية لوقف فقدان الحياة بهذه الطريقة المأساوية.
وحذر من أنه في حال عدم توفر الرعاية الصحية والحماية، فإن عدد أكبر من الأطفال سيموت يوماً بعد يوم في الركبان ودير الزور وأماكن أخرى في سوريا، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لدعم وإغاثة النازحين من سوري وتفادي مواجهتهم عواقب وخيمة إن لم يتلقوا المساعدة لحمايتهم من أحوال الطقس المتجمدة.
سوريا: أوضاع إنسانية خطيرة في مخيمات النزوح في ظل موجة البرد القارس ونقص الرعاية
